في ذكرى وفا ة الشيخ بن باديس:
16 أفريل.. يذكرنا بوفاة رجل اتخذ من العلم سلاحا لتحرير شعب ذاق الأمرين من الاستعمار الصليبي الكافر الاستعمار الفرنسي.. رجل ولد وعاش وتعلم في وطن سلبت حريته وكرامته.منذ فترة طويلة.
ولد هذا الرجل العظيم في الوقت الذي كانت فيه فرنسا تفرض سيطرتها الغاشمة.
ولد هذا الرجل في الوقت الذي كانت فرنسا تفرض سيطرتها الغاشمة، و استعمارها البغيض على هذا الوطن وعلى غيره من البلدان، وكان ذلك سنة 1989، نشأ وتترعرع في أسرة عريقة معروفة بالعلم والمعرفة و الجاه و الثراء، فلقي في كنفها الرعاية الشاملة، و أودعه أبوه إلى المشايخ و العلماء لتلقي مختلف العلوم بعدما تم حفظ كتاب الله في سن مبكرة.
انتقل إلى تونس لإتمام دراسته سنة 1908 حتى أتم دراسته و نال شهادة الجامعة سنة 1911 ثم رحل إلى الحجاز و التقى مع كثير من العلماء و هناك التقى مع الشيخ البشير الإبراهيمي فقررا العودة إلى ارض الوطن و كلاهما يحمل فكرة العمل للإصلاح.
إثر وصوله بدأ نشاطه في ميادين متعددة، فكان أول شيء بدأ به هو التعليم حيث اتخذ من الجامع الأخضر معهدا لنشاطه التعليمي و التربوي فكان يعلم الصغار في الصباح و يلقي دروس الوعي في المساء للكبار ، و بدأ في هذا المجال بعدد قليل من التلاميذ ثم أخذ عددهم ينمو شيئا فشيئا، وعندما تعلم على يديه لفيف من التلاميذ أرسل بعضهم إلى جامع الزيتونة بتونس، وبعد عودتهم عملوا إلى جانبه في التعليم، و اخذ يتصل بالأهالي و يشجهم على افتتاح المدارس و التبرع بالأموال، فانتشر هذا النوع من التعليم في كثير من المناطق الجزائرية و كلما كثر تلاميذه تفرقوا و أسسوا مدارس و أعانهم على ذلك الأهالي بمختلف الوسائل حتى تكونت الشبيبة الأولى التي واصلت الكفاح بعد وفاته.
عمل الشيخ في ميادين كثيرة و أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 التي كان لها الفضل عي نشر الثقافة العربية الإسلامية و بعث الروح الإسلامية بين الجزائريين، و أصبحت تعاليمها و مبادئها وقود الثورة المسلحة ضد المستعمر الفرنسي و التي كللت بالنصر المظفر و استقلال الجزائر.
إنه الشيخ والإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله و الذي لقي الله في مساء الثلاثاء 8 ربيع الأول
سنة 1359 هـ الموافق لـ 16 أفريل 1940 م.
إن الشيخ بن باديس كان يعلم أن العلم قيسة من نور الله، وقد خلق الله النور كشافا مبصرا، ولآدا للحرارة و القوة، و جعل العلم مثله وضاحا للخير فضاحا للشر يولد في النفوس حرارة و في الرؤوس شهامة.
و علم أن الاستبداد و العلم ضدان متغالبان، فكل إدارة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم، وحصر الرعية في حالك الجهل، و أخوف مايخافه المستبدون من العلم، أن يعرف الناس حقيقة أن الحرية أفضل من الحياة، و أن يعرفوا النفس وعزها، و الشرف و عظمته، و الحقوق و كيف تحفظ، و الظلم و كيف يرفع و الإنسانية و ماهي وظائفها، و الرحمة و ماهي لذاتها.